11‏/1‏/2009

فلسفه الحــــــــــــدود

فلسفه الحــــــــــــدود
لماذا شرع الله الحدود على المسلمين ؟ ولماذا فرض الحدود فى بعض المحرمات ولم يفرضها فى البعض الأخر ؟
فعلى سبيل المثال لم يوجب للحاكم تطبيق حد فى من ترك فرض الصلاه أو الصوم أو أى مــن
الفروض الآخرى على الرغم من أهميتها بل هى من أعمدة الدين .
أما وقد جعل حدود للبعض الأخر مثل السرقه أو القتل أو الزنا وأخيرآ شارب الخمر .
وهذا هو الفرق بين مرتكب هذة المعصيه والمعاصى الأخرى وإن يشتركوا جميعاُ فى عدم
طاعــــــه الله سبحانه وتعالى.
فالــــرأى عندى :
أن جميع أعمال العبد حسابها عند الله وحدة ولايعلم مقدار هذا الحساب غير الله وحده وكــــيف
يحاسب أو كيف يعفوا ويسامح ويرحم كله علمه عند الله يوم الحساب .
حتى من يطبق عليه الحد لايسقط حسابه عند الله يوم الحساب العظيم .
ومن هنا يجب على كل مسلم ان يعلم أن هناك فلسفه للتطبيق الحدود وشروط واسباب وكيفيه
فى التطبيق ونحن هنا اليوم سوف نكتفى بالبحث فى فلسفه الحد
دون الأمور الأخرى لأنها من أختصاص الفقهــــاء والمتخصصين وحدهم دون غيرهم .
وأذا نظرنا إلى جميع الأمور التى يطبق فيها الحدود تجد إنها أمور اجتماعيه أو لها تأثير
عـلى المجتمع مثل السرقه أعتداء على حقوق الغير وكذلك الزنا والأغتصاب اعتداء على
حقوق المجتمــــــع وكذلك القتل وشارب الخمر عندما يذهب عقله ويعتدى على حقوق المجتمع
كلها جرائم أجـــــــــتماعيه وحدوثها يخل بأمن المجتمع كله ومن هنا عجل الله سبحانه وتعالى
بحساب من خالفه فى ســــــــــــــنته وطاعته على الملاء وأشهاد طائفه من المجتمع أثناء تطبيق
الحد حتى يكون عبرة وردع للغير حتـــــى يستقيم المجتمع ويصلح حاله.
ومن هنا نصل الى نتيجه مفادها أن تطبيق الحدود ليس بسبب عدم طاعه الله سبحانه وتعالى أو
أرتكاب المعصيه أنما بسبب تضرر المجتمع من هذة الجرائم أوحمايه أحد أفراد المجتمع او
المجتمع كله مـــــن هذا الأعتداء .
ونرى أيضاُ ان الحدود وتطبيقها حق من حقوق المجتمع وليس حق الله على العباد .
ولذلك مسئوليه الحاكم فى عدم تطبيق حدود الله بين العباد تعد مسئوليه عظيمه أمام الله سوف
يســأل عنها الحاكم يوم الحساب وعليه أن يجد المبرر الكافى أمام الله لكى يعفوا عنه ويرحمه
وان كان هذا المشهد الصعب بل الشديد لاتنفع فيه رحمه أوعفو الله سبحانه وتعالى لأنه ضيع
حقوق العباد وهم وحدهم الذين يملكون حـــــق العفو حتى فى هذا اليوم الجليل المهيب ومن هنا
نجد ان الله سبحانه وتعالى لم يعطى الفرصـه لأى انسان على وجه الأرض حق محاسبة عبادة الله
فى الأرض او عدم طاعه الله فى أوامره ونواهيــــه ألا فيما يؤثر على الأخرين من أفراد مجتمعه
أو المجتمعات الأخرى . وليس من حق أى عالم أو شيخ أو أمير ان يحاسب أحد على عدم طاعة
الله وأن مهمة الداعـــــى أو الشيخ أو الأمير تنتهى عند البلاغ والإرشاد والنصح أسوه بالرسول
الكريم وتحقيقاُ لرغبه الــــرب سبحانه وتعالى حين قال
( يأيها النبى إنا أرسلناك شــاهداً ومبشــراً ونذيــراً , وداعياً الى الله بإذنه وســـراجاً منيرآ )
(صــــــــدق الله العظـــــيم)

    مع تحياتى أوفــــــه