11‏/12‏/2013
















نجيب محفوظ والمتنبى فى ميزان الأخوان والحشاشين

فى 11 ديسمبر 2013 يحتفل العالم كله بمولد أديب مصرى عظيم، فيعقد مؤتمرات وينظم ندوات تشرح كيف "بنى" هذا الروائى الجليل وجدان المصريين ورقق مشاعرهم، بينما طلاب الإخوان أمس "يهدمون" ويحرقون ويتلفون ويعتدون على البشر والحجر والمعادن
 تعالى نُعمل خيالنا ونتوقع ماذا سيكتب التاريخ بعد 100 سنة عن محفوظ والإخوان، علمًا بأننا سنتكئ على قراءة تجارب مشابهة فى التاريخ القديم، فجماعة الحشاشين الإرهابية، على سبيل المثال، ظهرت فى مصر والشام وإيران قبل ألف سنة تقريبًا واستمرت تقتل وتحرق نحو 200 سنة، لكن الشعوب نفرت من أفعالها ولفظتها فأسقطها التاريخ من حساباته، لكنه احتفى ومازال بشاعر عظيم اسمه المتنبى كان معاصرًا لتلك الجماعة تقريبًا، لأنه أفاد العرب والبشرية بإبداعه الشعرى المدهش والمثير.
الأمر نفسه سيحدث لا ريب مع محفوظ والإخوان، بإذن الله، فأديبنا القدير أخلص لإبداعه، ومنحه عصارة روحه وعطر موهبته، فتلقى التكريم اللائق به من الشعب المصرى والعربى والعالمى، لذا سيظل اسمه يتردد بكل تبجيل من قرن إلى آخر، ومن ألفية إلى أخرى مثل المتنبى وشكسبير، بينما جماعة الإخوان بعد 100 ستذكر بوصفها بومة سوداء مرّت على مصر فى زمن أغبر، لكن الشعب قاوم أفكارها المشبوهة ببسالة وأسقطها، وهكذا ستلقى الجماعة مصير جماعة الحشاشين، فيتذكرها الناس بسوء فترة ويلعنونها، ثم تنساها الأجيال التالية كما تنسى اسم مؤسسها حسن البنا، مثلما حدث مع الحشاشين بالضبط، فى حين سيظل اسم محفوظ ساطعًا ومضيئًا إلى أبد الدهر لا فى سماء مصر العظيمة فحسب، بل فى سماوات العالم كله.