17‏/5‏/2011

فضـــــــــــــــائح أدم وأبنائه(3)



فضـــــــــــــــائح أدم وأبنائه(3)

(لوكرشـــيا الجميله الفاضله)

و من أغرب الفضائح فى الأدب الرومانى.
من الطبيعى أن يسقط الفرد فى الخطيئه ولكن أن يسقط المجتمع فى الخطيئه.
تحضرنى قصتين الأولى (لوكرشيا الجميله الفاضله)

فتقول الأسطورة القديمه أنها ســـيدة فاضله تحب زوجها وتخلص له
فقد كانت حديث المدينه غيرة وحقدآ من نساء المدينه لجمالها وطهرها وغيرة وحقد الرجال
على زوجــــها ابن المحظوظه للأخلاص وجمال زوجته التى ليس لها مثيل فى المدينه.
والسبب فى ذلك كله ابن الخايبه جوزها لآنه كان يتباهى فى الحانات مع أصدقائه بجمال
وفضيله زوجته وفى الوقت نفسه يتحدى الأصدقاء أن يجد الواحد منهم زوجته فى وضع
محترم تضايق الأصدقاء وذهب كل واحد الى بيته ليجد زوجته فى حضن رجل أخر إلا
لوكرشيا فقد كانت تهتم بشئون بيتها وتطهو الطعام وتنتظر عودة زوجها وترفعت عن
التعامل مع نساء المدينه أو رجالها لتدنى أخلاقهم.
وقد تضايق أحد الأمراء وقرر أن يوقع لوكرشيا فى فضيحه حتى يمرمغ سمعه كوتيلوس
زوجها فى الوحل وتتساوى الرءوس فأستعان بزوجته لتدبر للأمر.
قرر الأمير دعوة أهل المدينه لقضاء يوم خارج المدينه ليتمتع النساء والرجال كلآ على هواه
وأصر الأمير على حضور كوتيلوس فوافق بعد أصرار الأمير ولكن لوكرشيا رفضت بشدة
وذهب هو بعد أن أقنعها بأنه مضطر تحت رغبه الأمير وألحاحه
دبر نساء المدينه المكيدة بأرسال أحد العبيد إلى لوكرشيا وأخبرن زوجها بوجود رجل
فى بيتك من أجل ذلك لم تشاركنا الأحتفال وبالفعل ذهب الزوج ليجد الرجل بالفعل بجوار
زوجته فخرج مســرعآ وترك الزوج مع زوجته بين الشـــــــك واليقين ولم تفلح المكيــدة
فقد قتلت المــرأة نفسهـــا لمجرد أن قرأت فى عين زوجها الشك والحيرة وقــــالت له
وهى تلفذ أخر أنفاسها لو قدر لى أن أغضب الأله للأغضبتها ألا أن أغضبك وأخونك
فلم تنحط أمرأة إنما انحطت مدينه بأكملها ولم تستطع أن ترقى إلى مستوى لوكرشيا ...
والرجال عاجزون عن تقويم النســــاء........ والنســـــــاء لم يفضحن واحـدة منهن
وإنما فضحن كل النساء وكل الرجال.
أما القصــه الثانيه لدورنمات "زيارة السيدة العجــوز"
أنستاسيا فقد كانت تحب رجلآ من أهل القريه هجرها فذهبت الى قريته الفقيرة توزع الطـــــعام
والمال أشبعت الناس وأسعدتهم وتعودا على الراحه ثم تقدمت بمطالبها وهى أعدام الرجل الذى
خانها وتخلى عنها وحطم قلبها وإلا منعت عنكم المال والطعام فخضع الجميع وراحت القريه
تحفر قبر لأبن قريتهم الذى يشـــاهد أعداد قــــبرة على يد أهله لقد أختارت القريه العيش على
أجســــــاد أبنائها وخضعوا جميعآ لرغابات أمــرأة عاهــرة أستخدمت ضعف الناس وعجزهم
على حســاب الرحمــه والشــفقه والكـــبرياء لقد كشفت توب الحياء عن وجههم وسقط الجميع
أمام رغــــبه محمومه للإمرأة عجــوز تنتقم لكبريائها على حســـاب كبرياء قريه بأكملهـــــــا
فالمــــــــرأه العجوز لم تفضح شخص واحــــد وإنما فضحت القريه كلها فضحت ضعفهــــــم
وعـجزهم وجعلت الناس يتوارون خجـلآ من أنفســهم يحفرون قبر أبنهم مقابل رغيف العيش.
وأنا لاأجد حرجآ فى الربط بين أنستاســــــيا والقريه وشـــــباب الثورة الذى كشـــــف ضعف
وعجـــز بلد بأكملة أمام عهــــــر وأنحطاط نظام عاث فســـــادآ فى مجتمع أثر رغيف العيش
على حســــــاب الرحمـــــــه والشفقـــــه والكبرياء فكانت فضيحه مجتمع أمام شباب صــغير
أثر الحريه والكبرياء بديلآ للحياه ورحب بالموت وســـــعى إليه جاهدآ بشجاعه الأبطــــــــال
فهذا قدر أبنــاء مصر المحروسه منذ ولد النيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق