8‏/3‏/2011

أســــــــياد وعبيــــــــــد

أســــــــياد وعبيــــــــــد

هل تحررت مصر من قيود الأستعمار من الدول الأخرى أم لا؟

سؤال يطرح نفسه كثيرآ فى مصر العامرة بأهلها.

لقد مرت مصر بمراحل أستعماريه كثيرة على مر التاريخ ألى يومنا هذا من جميع أمم العالم قديمآ وحديثآ من مصر الفرعونيه مرورآ بالأحتلال الرومانى ثم العثمانى الى الأنجليزى.

وكان أغرب أحتلال أصاب مصرنا العزيزة هو أحتلال دوله المماليك

لمصر وقد أستمر لعقود وعقود يحكم مصر بمنطق الأسياد والعبيد

فقد كانت طبقه المماليك رسميآ وواقعيأ هم العبيد الذين أستقدموا إلى مصر

خلال تجارة العبيد التى كانت منتشرة فى هذا الوقت لخدمه أسيادهم المصرين

وبمرور الوقت أصبحوا هم الأسياد وأهل مصر هم العبيد سبحان الله

كما لو أن المصرى أستكثر على نفسه أن يعيش حرآ يملك مصيرة فوجد مخرج عبقرى لهذة الأذمه بأن جعل العبيد هم أسيادة الذين يديرون شئون

دولتهم بمرور الوقت أصبحوا عليه القوم الأمراء الذين يقرروا مصيرة

إلى أن وصلوا إلى أعلى مراتب السلطه وأصبحوا ملوك الوطن وأصحابه

وعلى الجميع السمع والطاعه.

وكان من المفارقه العجيبه أن قرر حكام هذة العصور أن لغه التخاطب

والمراسلات الرسميه بين أفراد الشعب والآمراء والموظفين يجب أن

يسبقها السيد ثم المحترم ثم المقام والرتب الوظيفيه حتى يتم التأكيد على

على معنى السيادة والمكانه بين طوائف الشعب وطبقه الموظفين والحكام

فعلى سبيل المثال أذا كان لدى المواطن طلب أو مصلحه تقتتضى التقدم

بطلب إلى الموظف فى أى ديوان يكون الأستهلال بالسيد المحترم ألخ.....

يعقبها ألتمس من سيادتكم أو أرجوا أن تتعطفوا بالموافقه على كذا وكذا وهو

فى الأصل حق من حقوق المواطنه وغالبآ وفى أكثر الأحوال لن يتم الأستجابه إلى طلبك تأكيدآ على فكرة من السيد ومن العبد وأمعانآ فى الأذلال

ومن هنا كان على المصرى أن يجد مخرج لما أوقع نفسه فيه من مأذق فكان السبيل هو البحث عن واسطه تجعل السيد المحترم يتنازل ويتعطف لأنهاء طلب هذا المواطن الحقير وهكذا أستمر الحال لعقود وعقود من الزمن إلى أن

تعود المصرى على هذا النظام البحث عن وسطى أو الرشوة فى أغلب الأحيان وأصبح هذا هو الطبيعى وسنه الحياه.........

وللحديث بقيه فألى لقاء أخر.

أســــــــياد وعبيــــــــــد

يذكر فى التاريخ واقعه عجيبه وجميله تأكد هذا المفهوم وحال المصرى فى

هذا الزمان وكان أبطال هذة الواقعه هو الشيخ الجليل العز ابن عبد السلام

الهارب من دمشق بسبب الأضطهاد وقد احتضنه سلطان مصر حينأذن

الصالح نجم الدين الأيوبى الذى تزوج من جاريته شجرة الدر التى خلفته

بعد وفاته وقد أفتى الشيخ بعدم جواز أن يأمر مملوك على أسياده والمقصود

هنا الشعب المصرى فخلق أذمه فى البلاط السلطانى وأنتشر الخبر بين الناس

وفى المساجد وفى ربوع مصر كلها فوجد السلطان نفسه فى مأذق كبير فهو

من أستضاف الشيخ وقربه فى مجلسه وجعله مستشاره وفى كلام الرجل

منطق عقلى وشرعى أيضآ ولا يستطيع الغدر به أما حبآ وأجلالآ له وأما خوفآ

على سمعته وهو الراعى للعلاماء والشيوخ وبين الأمراء المماليك الذين

يحرسونه شخصيآ ويحرسون البلاد من الأعتداءات الخارجيه فهم قاده الجيش

والشرطه ورأساء الدوواوين.

فلم تستمر الأذمه طويلآ دون حل وكان الحل العبقرى الذى أبدعه المصرى

كالعادة وهو الألتفاف على الأذمه وأرضاء جميع الأطراف والكل يخرج كسبان فأجتمع أهل الرأى على أقامه مزاد لبيع الأمراء المماليك وضم

أثمان البيع إلى خزينه الدوله وبذلك الحكومه قد أسهمت فى رفع دخل

الدوله وحققت معجزة سوف تعود على الشعب بالخير كما يقال دائمآ

وكان السؤال حينأذن من الذى يمتلك القدرة على دفع ثمن الأمراء فى هذا

الوقت فغالبيه الشعب المصرى فقير لايملك قوت يومه إلى يومنا هذا

وإلى اجل بعيد بالطبع لايوجد فكان من الطبيعى أن يشترى المملوك نفسه

فهو الوحيد الذى يمتلك الثمن ومن هنا صارت الحكمه الشهيرة عندما يريد

أى شخص أن يحترم نفسه عندما يقع فى مأذق( أشترى نفسك وأخلص أحسن ما تتذل وهنا ياأما تدفع ثمن الكرامه فلوس أو بالتنازل عن حقك)

وبالطبع هذا الحل لم يرضى الأمراء وهم عليه القوم أن يعرضوا بضاعه

فى سوق الرقيق على العامه ويقام عليهم المزاد وتضيع هيبه الدوله والحكام

مكان أعتراضهم معقول برده أيه الحل لاتقلق يأخى عند المصرى جميع

الحلول أستقر رأى أهل الحل والربط على أن يقام المزاد فى بلاط السلطان

بعيد عن العامه والغوغاء مثل تقليدنا الحديث فى جلسه مغلقه.

وطبعآ هذا الحل لم يرضى الشيخ ابن عبد السلام وأحس أن فى الأمر خدعه

وكانت حجته أمام السلطان أن البيع يجب أن يكون علنى ويحضرة ناس كثر

ومن هنا تتم المذايدة وتتحقق العداله. باردوا مافيش مشكله تمخضت عبقريه

المصرى فى أيجاد حل لهذة المعضله أيضآ.

يتم الأعلان عن جلسه البيع فى جميع أسواق مصر وينتشر الخبر بين الناس

وأنعقاد الجلسه فى البلاط السلطانى يوم كذا ويدفع تأمين مزاد مبالغ فيه جدأ

والحضور بالملابس الرسميه(بدله أسموكن) وعربيه فخمه أخر موديل لاتقل عن عشرين سيلندر ويعين الشيخ الجليل ابن عبد السلام قاضى الجلسه

بالعربى دبسو الشيخ فى المكيدة التى دبرها لهم وأضفوا الشرعيه على

الموضوع ولن يستطيع أى كان أن يشكك فى نزاة الحكام والأمراء ولم يجد

الشيخ مخرج من هذا المطب وخاصآ وقد وصله تلميحآ بأن دة أخر حل

وألا العواقب وخيمه عليك وعلى الشعب بتاعك( خلص يامولانا ولخص)

أقام الشيخ الجلسه وأنتهت بأن دفع كل مملوك ثمن حريته وكرامته واصبح

حــرآ مثله مثل أهل البلد وأحسن شويه ليه عندة المال وعندة السلطه وأخيرآ

حر كمان محدش ليه عندى حاجه وعليه يجب أن أعوض ثمن حريتى والنقود

التى دفعت لهذا الشعب الحقود الناكر للجميل شويه ذل على شويه أفترى

وشويه ضرائب وأتاوات على التجار وملاك الأراضى إلى أن أدين الجميع

للأمراء الجدد وتحول التاجر إلى بائع ومالك الأرض إلى مزارع للأمير

وقسمت التركه بين مجموعه من الأمراء شمالآ وجنوبآ وشرقآ وغربأ على

أن يدفع كل مملوك قسم من دخله إلى السلطان تحت مسمى خزينه الدوله

وهكذا كانت فتوى شيخنا الجليل وبالا على مصر وكل المصرين وكلما

يسأل المصرى البسيط عن سبب لهذة المعاناه يقولون له الشيخ ابن عبد السلام

السبب الفتوى الشرعيه يعنى الشرع هو السبب فى هذة المعاناة ؟ أيوة ياسيدى

يلعن الرجل الشيخ والشرع الذى جوعه هو وأولادة يأخونا أنا مالى وما الشرع أنا ذنبى

أيه فى القصه دى هو أنا كنت أخذت حاجه من المزاد دة ضحكه سخريه من المماليك

مش كنتوا فرحانين من الشيخ قوى وموافقين على فتواه أشربوا بقى .

يدعو الرجل البسيط الله يخرب بيت الشيخ على اليوم ال جاء فى مصر

أدى أل احنا أخذناه من العلماء والشيوخ وهكذا إلى يومنا هذا لايثق المصرى

فى فتوى مشايخ الحكام صحيح لايستطيع أن يجاهر بالرفض ولكنه كالعادة

يقبل ما يأمر به خوفآ من أن ينكل به ويدفع الثمن أضعافأ وأضعافآ مستقبلآ

فهذة هى ثقافه المصرى فى التعامل فى جميع مناحى الحياه.............

وإلى لقاء أخر.

أســــــــياد وعبيــــــــــد

لغتنا العربيه

هل تعلم ان لغه التخاطب الرسميه فى كثير من عقود مصر كانت غير العربيه أو على

على وجه صحيح غير لغه أهل مصر ؟

هل تعلم أن أغلب حكام مصر وقادة وموظفى الدوله فى عصور كثيرة غير مصرين مرورآ

بمصر الفرعونيه إلى أخر ملوك مصر من عائله محمد على ؟

كان الملك فاروق ومن قبله أبوة فــؤاد الأول كانوا ينطقون العربيه بصعوبه بالغه(عربى مكسر) وكذلك جميع أفراد المجتمع الراقى فى ذلك الوقت يتحدثون بلغات مختلفه قد تكون

فرنسيه أو أنجليزيه أو تركيه أما العربيه فقد كانت دمها ثقيل على قلوبهم لغه العامه والغوغاء

فكانت محادثتهم فى جميع الأحوال غير العربيه وخاصآ للغه التعامل الرسمى والمخاطابات

بينهم وبين جميع الهيئات وخاصآ الأجنبيه.

أمتد هذا التقليد بصور مختلفه حتى مع حكامنا العرب المصرين إلى يومنا هذا ولم يتعلم

المصرى كيف يحترم لغته التى هى أحترام لذاته ونفسه دون أن يدرى ألا ما رحم ربى

القله القليه من المجتمع المصرى والذى لولاهم للأختفت اللغه العربيه من سوق العبيد

فالجميع يتهافت على تعلم اللغه الأنجليزيه مضطرآ تارة ومجبرآ تارة أخرى حتى يستطيع

أن يتعايش مع هذا المجتمع الذى يميز بين الناس وبعضهم البعض احترمآ أو أحكارآ بمستوى

لغته الأجنبيه وألا أصبحت نكرة لاقيمه لك فى مجتمعك.

هذة ليست نظرة مبالغه أو متشائمه فهذا حال من يريد أن يلتحق بأى وظيفه اليوم وحتى مناهجنا التعليميه أهملت اللغه العربيه وأهتمت بالأجنبيه بحجه متطابات سوق العمل.

والسؤل الذى يشعر الواحد منا بالمهانه والذل هو لماذا الأجانب فى بلدنا ليس مضطرون

لتعلم العربيه لغه أهل البلد الذى يقيمون فيه لسنوات وسنوات ومعتز بلغته وعلى المصرى

أن يجتهد ويجمع كلمه من هنا وكلمه من هناك ويعصر دماغه ليتواصل مع الأجنبى والمهم

فى الأمر تجد الأجنبى فى منتهى البرود والثبات وسعيد بمعاناه المصرى الذى يقطع نفسه

أمامه علشان يكلمه وهو ولا هو هنا.

ومن مظاهز الخذى والعار علينا عند التعامل مع أى هيئه أجنبيه مثل البعثات الدبلوماسيه

والسفارات لاتقبل التحدث معك بلغه بلدك رغم أن الموظف الذى يتعامل معك مصــرى.

ولايستلم منك أى ورقه دون ترجمه الى لغتهم هم ولاينظرون إلى أى ورقه عربيه وروح ياباشا لازم تترجم الكلام عند مكتب معتمد علشان تدفع على كل ورقه مأتان أو ثلاثمائه جنيهآ

حسب أهميه الورق أو المستند بحسبه بسيطه تترجم عشر ورقات فى حدود ثلاثه ألاف جنيه

طبعآ هذة الجهات ظروفها صعبه شويه أغلب من المصرى لاتستطيع تحمل نفقه مترجم

أصل الموظفين الذين يعملون لديهم لغتهم تعبانه ومايعفوش لغات أتصرف انت.

مش عجبك شوف أتخن حيطه وأخبط دماغك . طبعآ تسأل نفسك ليه كدة الجواب عند وزارة

الخارجيه التى لاتعير أى أهتمام للمواطن الفقير طبعآ نفسى أعرف مالعائد من وراء هذة

المؤسسه التى تصرف الملاين بل المليارات من أموال الشعب الغلبان مالعائد الذى يعود على

أذا كان الأجنبى يفرض كل شروطه وتعنته على فأذا كان رب البيت بالدف ضارب فما شيمه

الأجانب معنا. مالدعم أو الخدمات التى تعود عليك من وزارة الخارجيه أتحدى أى أحد يثبت

أن أى سفارة فى الخارج قد ساهمت من قريب أو بيعد فى حل مشكله أبناء البلد بالخارج

طالما نحن العبيد وهم السادة عليك الطاعه وتعدل قفاك على القبه عدل وأبتسم

عاوزك منتمى لبلدك وتضحى بكرامتك وأنسنيتك ولا يهمك كله فى فدى الأسياد يهون.

فأذا كانت كرامتك مهدرة فى بلدك فماذا تنتظر من الأجنبى الذى يتعامل معك.

وإلى لقاء أخر.................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق